top of page

الباركنسون

الباركنسون هو مرض عصبي تنكسي يؤثر على الحركه يظهر بصورة تدريجيّة ثم تتدهور الحاله. يبدأ، غالبًا، برجفةٍ في إحدى اليدين وقد تؤدّي  إلى إبطاء أو تجميد الحركة أيضا. كما يمكن ان يلاحظ الجمود في ملامح الوجه وعدم تحرّك الذراعين في جانبي الجسم عند المشي. كما يصبح الكلام أكثر رخاوة تتخلله التمتمة.

وعلى الرغم من عدم إمكانيّة الشّفاء من مرض الباركنسون، إلّا أنّ الأدوية من أجل علاج الباركنسون يمكن أن تساعد في التخفيف من حدّة الأعراض. ويمكن اللجوء إلى علاجات جراحيّة ان لزم الامر

أعراض مرض باركنسون

قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كنت أو أحد أفراد أسرتك لديه مرض باركنسون.

وفيما يلي 10 علامات على احتماليه اصابتك أو أحد احبائك بالمرض. لا أحد من هذه العلامات يعني أنك يجب أن تقلق، ولكن إذا كان لديك أكثر من علامة واحدة يجب أن تنظر في تحديد اقرب موعد للتحدث إلى طبيبك.

1- رعشه أو رجفه: ملاحظة هز طفيف أو الهزة في الاصابع، الإبهام، اليد أو الذقن اثناء الراحه. الهز قد يحدث بشكل طبيعي بعد الكثير من التمارين الرياضية، عند التوتر, بعد التعرض لاصابه او قد يكون ناجما عن دواء تتناوله.

2- الكتابة اليدوية الصغيرة: ملاحظه ان خط اليد أصغر بكثير مما كانت عليه في الماضي. ملاحظة ان طريقه كتابة الكلمات على صفحة قد تغيرت، مثل أحجام الأحرف أصغر والكلمات مزدحمة معا. قد يكون التغيير في الكتابة اليدوية علامة على مرض باركنسون يسمى ميكروغرافيا. من الطبيعي في بعض الأحيان أن تتغير مع تقدمك في السن، إذا كان لديك مشكله في اليد أو الاصابع أو ضعف الرؤية.

3- فقدان حاسه الشم : عدم الشعور برائحة بعض الأطعمة بشكل جيد جدا. بالأخص ان وجدت المزيد من المتاعب في شم رائحة الأطعمة مثل الموز، المخللات الشبت أو عرق السوس، فيجب عليك أن تسأل طبيبك عن باركنسون.

4- مشكلة في الحركه أو المشي كتصلب الذراع او الساق او عدم تأرجح الذراع عند المشي.

5- الإمساك: قد يكون الإمساك عرض للعديد من الأمراض او مشاكل التغذيه كقله شرب الماء او الألياف. لكنه أيضا من العلامات المبكره لمرض باركنسون حيث تتباطأ حركه الامعاء

6- تغير نبرة الصوت فتصبح منخفضه او ناعمه و ظهور التأتأه في الكلام

7- جمود في تعابير الوجه كأن يظهر على وجه الشخص الاكتئاب بينما لا يكون في مزاج سيء. ففقد الحركة اللاإراديه كرمش العين او الابتسام من اعراض مرض باركنسون

8- الشعور بدوخه أو إغماء بشكل مستمر عند الوقوف من الكرسي يمكن ان يكون علامه على انخفاض ضغط الدم ويمكن ربطه بمرض باركنسون. كل شخص قد تعرض لوقت ما بهذا الشعور ولكن إذا كان يحدث بشكل منتظم فيجب أن ترى الطبيب.

9- تصلب العضلات: غالباً يحدث في مؤخرة الرقبه (القفا) حيث يؤثر على الحركه ويصاحبه ألام شديده.

10-تحدب الظهر وانعدام التوازن: عدم القدره على استقامه الظهر والحاجه الى دعم للوقوف قد يكون من اعراض باركنسون.

أعراض اخرى:

عند تقدم المرض تظهر اعراض اخرى كالخرف والنسيان, اضطرابات في النوم, ومشاكل في التبول, وجميع الاعراض قد تؤدي الى الاكتئاب. كما قد تسبب بعض الأدوية المخصصة لمعالجة الباركنسون عددا من المضاعفات والتعقيدات، بما فيها: الرّجفان أو الاهتزاز في الذراعين أو في الساقين، الهلوسة ، قلّة النّوم وهبوط حاد في ضغط الدم.

ماذا يمكنك أن تفعل إذا كان لديك مرض باركنسون؟

العمل مع طبيبك لوضع خطة للبقاء في صحة جيدة. وقد يشمل ذلك ما يلي:
- إحالتك إلى طبيب أعصاب، طبيب متخصص في الدماغ
- الرعاية من أخصائي في العلاج الطبيعي، المعالج الطبيعي أو معالج النطق
- التحدث مع أخصائي اجتماعي طبي للحديث عن كيفية تأثير مرض باركنسون على حياتك
- بدء برنامج التمارين المنتظمة لتأخير الأعراض الأخرى.
- التحدث مع العائلة والأصدقاء الذين بإمكانهم تقديم المساعده والدعم.



أسباب وعوامل خطر مرض باركنسون

 الغالبية الساحقة من أعراض مرض الباركنسون تنتج عن نقص في ناقل كيميائي في الدماغ يسمّى دوبامين (Dopamine). إلّا أنّ الباحثين لا يعرفون بشكل مؤكد وقاطع، حتّى الآن، العامل الأول والأساسي الذي يسبب هذه السلسلة من العمليات. ويرى بعض الباحثين أن للتغييرات الجينيّة، أو للسّموم البيئيّة، تأثيرا على ظهور داء الباركنسون.
عوامل الخطر للإصابة بداء الباركنسون تشمل:    

1- السّنّ:  يظهر مرض الباركنسون غالبا في منتصف العمر و تزداد حدَته مع تقدم السن
2- عامل الوراثة: وجود المرض في احد افراد العائله يزيد من احتماليه اصابه الافراد الاخرين بنسبه 5%.
3- الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض الباركنسون، من النساء.
4- التعرّض المتواصل للسموم كمبيدات الحشرات يرفع قليلًا من درجة خطر الإصابة بالباركنسون.

تشخيص مرض باركنسون

ليس هناك "طريقة واحدة" لتشخيص مرض باركنسون. ومع ذلك، هناك العديد من الأعراض والاختبارات التشخيصية المستخدمة ككل. إن إجراء تشخيص دقيق لمرض باركنسون - وخاصة في مراحله المبكرة - أمر صعب. من المهم أن نتذكر أن اثنين من الأعراض الأربعة الرئيسية يجب أن تكون موجودة على مدى فترة من الزمن لأخصائي الأعصاب للنظر في تشخيص مرض باركنسون وهي الرعشه او الرجفه ، بطء الحركة، 
تصلَب في الجسم، او عدم التوازن
في كثير من الأحيان، يتم إجراء تشخيص باركنسون أولا من قبل طبيب الباطنه او طبيب الاسره. كثير من الناس يسعون للحصول على رأي إضافي من طبيب الأعصاب. 

يساعد ايضاً في تشخيص مرض باركنسون استبعاد المسببات الاخرى للأعراض مثل:

بعض الادويه لمعالجه الظواهرالُذهانيه، مثل: كلوربرومازين (Chlorpromazine) (ثورازين - Thorazine) وهاليدول (Haloperidol)، تُحصِر إفراز الدوبامين، كما هو الحال بالنسبة للأدوية المضادة للغثيان أو للقيء، مثل: كومبازين (Compazine) (بروكلوربيرازين ـ Prochlorperazine)، ريغلان (Reglan) (مِيتوكلوبراميد ـ Metoclopramide). إذا كان شخص ما يتناول مثل هذه الأدوية، فمن المحتمل أن تظهر لديه أعراض مشابهة للأعراض التي تميز مرض الباركنسون، لكن هذه الأعراض تختفي عند ذلك الشخص لدى توقفه عن تناول هذه الأدوية.
مواد سامة: التعرّض لأول أكسيد الكربون، للسيانيد أو لمواد سامة أخرى قد يثير أعراضا مشابهه للأعراض التي تميز مرض الباركنسون. 
إصابة في الرأس: لقد تبين أنّ إصابة في الرأس لمرّة واحدة، وكذلك إصابات الرأس المتكرّرة كتلك التي تميز رياضة الملاكمة، لها علاقة، أيضًا، بظهور أعراض مشابهة لتلك المميّزة للباركنسون، على الرّغم من أنّ احتمالات حدوث ذلك ضئيلة جدًّا.
مشاكل في بنية الدّماغ: السّكتة الدّماغيّة (Stroke) أو تراكم السّوائل في الدّماغ (الاستسقاء الدّماغي - Hydrocephalus) يمكن أن تحاكي ظواهر مميّزة لداء الباركنسون.
ويعتمد تشخيص الإصابة بداء الباركنسون على التاريخ الطبّي للمريض وعلى الفحص العصبي. وكجزء من العلاج، قد يطلب الاختصاصي العصبي المعالج معرفة الأدوية التي يتناولها المريض بصورة ثابتة وما إذا كان لديه حالات باركنسون في العائلة. ويشمل الفحص العصبي تقييما لمشية المريض ولمدى التناسق (Coordination) لديه، فضلا عن قدرته على تنفيذ عديد من المهام اليدويّة البسيطة.


علاج مرض باركنسون

لا يوجد علاج قياسي لمرض باركنسون . ويستند العلاج لكل شخص مع باركنسون على أعراضه.

وتشمل العلاجات الأدويه والعلاج الجراحي. وتشمل العلاجات الأخرى تعديلات نمط الحياة، مثل الحصول على مزيد من الراحة وممارسة الرياضة و العلاج الطبيعي الفيزيائي.

هناك العديد من الأدوية المتاحة لعلاج أعراض باركنسون لكنها لا تشفي المرض تماماً ولا تعيد الاعصاب المصابه. ومن الشائع بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بمرض باركنسون اتخاذ مجموعة متنوعة من هذه الأدوية - كل ذلك في جرعات مختلفة وفي أوقات مختلفة من اليوم - للتقليل من الأعراض.

العلاج الدوائي:

يمكن للعلاج الدّوائي أن يساعد في التغلب على مشاكل المشي وفي السّيطرة على الرجفة، وذلك بواسطة رفع مستوى الدوبامين في الدماغ. يشار، هنا، إلى أن لا فائدة من تناول الدوبامين نفسه، لأنّه لا يستطيع الوصول الى الدّماغ. والدّواء الأكثر شيوعًا لمعالجة الباركنسون هو ليفودوبا (Levodopa).

كلّما تقدّم مرض الباركنسون أكثر، قلّت فعالية الليفودوبا أكثر فأكثر. هذا الأمر يتطلّب ملاءمة الجرعة الدوائيّة، باستمرار.

وتشمل الآثار والأعراض الجانبية لدواء ليفودوبا: التشوّش، الهذيان والهلوسات، إضافة إلى حركات / أفعال غير إرادية تسمى "خلل الحركة" (Dyskinesia).

أدوية إضافيّة:

موازنة الدوبامين
كابحات MAO B
كابحات (COMT- Catechol O - methyltransferase)
كابحات فاعلية الناقل العصبي الأسيتيل كولين (Acetylcholine) في الجهاز العصبي اللاوُدّي (Parasympathetic nervous system)
مضادّات الفيروسات (Antivirals)
العلاجات الطبيعية / الفيزيائية (Physiotherapy)

العمليّة الجراحيّة:

عملية التحفيز العميق داخل الدماغ (DeepBrainStimulation - DBS) هي العمليّة الجراحيّة الأكثر انتشارا لمعالجة داء الباركنسون. تشمل العملية الجراحيّة زراعة موصل كهربائي (مَسْرَىً كَهْرَبِيّ - Electrode) في عمق المناطق الدماغية المسؤولة عن حركات الجسم.

درجة التحفيز الكهربائيّ التي يتم نقلها عبر هذه الموصلات تتم مراقبتها بواسطة جهاز شبيه بالناظمة الاصطناعية (منظّم دقّات القلب ـ Artificial pacemaker) التي تتم زراعتها تحت سطح الجلد في أعلى الصّدر. يتم إدخال سلك موصل وتمريره تحت سطح الجلد ليتّصل بالجهاز، الذي يسمّى "مولّد النبض"، في الطرف الأول، وبالموصل الكهربائي (المسرى الكهربي) في الطرف الآخر.

يتم اللجوء إلى هذه العملية الجراحية، غالبًا، لدى الأشخاص الموجودين في مراحل متقدّمة جدًّا من مرض الباركنسون، الذين لا تستقر حالتهم، حتّى بعد تناول دواء الليفودوبا.

ومن الممكن أن يساعد هذا الإجراء العلاجي في تحقيق استقرار/ ثبات في الجرعات الدّوائيّة وفي تقليص الحركات اللاإراديّة (خلل الحركة - dyskinesia). لكن هذه العملية الجراحية غير مُجدية في معالجة الخَرَف، بل قد تؤدّي حتّى إلى تفاقم الوضع وازدياده سوءًا.

ماذا يمكنك أن تفعل إذا كان لديك مرض باركنسون؟

العمل مع طبيبك لوضع خطة للبقاء في صحة جيدة. وقد يشمل ذلك ما يلي:
- إحالتك إلى طبيب أعصاب، طبيب متخصص في الدماغ
- الرعاية من أخصائي في العلاج الطبيعي، المعالج الطبيعي أو معالج النطق
- التحدث مع أخصائي اجتماعي طبي للحديث عن كيفية تأثير مرض باركنسون على حياتك
- بدء برنامج التمارين العادية لتأخير الأعراض الأخرى.
- التحدث مع العائلة والأصدقاء الذين بإمكانهم تقديم المساعده والدعم.

bottom of page